حملة معاك

محمد أبو الخير يكتب : حكايتي مع كورونا ( 1 )

الحلقة الأولى : إهمالي في حق نفسي

” حكايتي مع كورونا ”  قصة حقيقية حدثت بالفعل عن مصاب بالفيروس، سننشر تفاصيلها كاملة بغرض التوعية والتحذير من خطورة الاستهانة بالإجراءات الاحترازية .. عن تجربة مريرة كادت أن تنهي حياة كاتبها .

الحلقة الأولى :  إهمالي في حق نفسي

كنت متهاونا ، حقيقة لابد من الاعتراف بها ، وإن لم أعترف فخداعي لنفسي سيسبب ضررا أكبر مما كان .. !!

كان تصوري في البداية عن الجائحة وعن مصير مصابيها أن بها جزءا كبيرا من التهويل والتضخيم فرفضت الاعتراف بأن هناك شيئا يسمى فيروس كورونا .

عاندت و كابرت، وسخرت من نصائح غيري، والحقيقة أني لم أعاند ولم أكابر ولم أسخر إلا من نفسي ومن صحتي .

في الأسبوع الأول من مايو ٠٢٠٢0 تأكدت من إصابتي بالفيروس، كانت صدمة كبيرة ومعاناة حقيقية، عشت معها المأساة  التي لا يمكن أن أنسى تفاصيلها .

ولولا تماسكي وإيماني بربي لكنت هلكت ، لربما لم أكن لأكتب كلماتي هذه الآن ،

السبب الرئيسي في إصابتي كان إهمالي ، كان درسا قاسيا تعلمت منه أن أسلوب معايشتي للحياة بهذه الطريقة كان خطئا كبيرا، الحقيقة أن إصابتي النفسية و تحديدا في الأيام الأولى التي كانت أشد خطورة ،

شغلتني أسئلة شديدة الأهمية وهي كيف انتقلت إلي العدوى ، وماذا سيفعل بي هذا الضيف الغير مرغوب به  ؟ ، وما مصير من تعامل معي في الفترة الأخيرة ؟

كيف انتقل إلي الفيروس ؟

علمت بانتقال العدوى عن طريق الصدفة فكنت لا أتذوق ولا أستنشق أي رائحة ، ظننت أن الأمر عاديا وعابرا ، فكنت لا أعلم أن من أعراض الإصابة بالفيروس أن المريض يفقد حاستي الشم التذوق ، وتأكدت عند زياراتي لأحد أصدقائي من أن الأمر أكبر من شيء عابر، حين طلب مني تجربة رائحة عطره الجديد ، و ياليتني ما فعلت!!

لم أستنشق رائحة عطره شديد النفاذ ‘على حد قوله’ ، كان مندهشا من رد فعلي، والأغرب فيما فعله حين أبتعد عني فجأة وكأني ثعبانا ساما سيقتله .

ولما سألته عن سبب ما يحدث، كانت مفاجأته الصادمة لي بأنني و قولا واحدا قد حملت الفيروس …!!!

في بادئ الأمر كعادتي سخرت منه ، طلب مني أن أذهب على الفور لفحص نفسي عند أحد الأطباء للتأكد من إصابتي الفيروس من عدمه، صديقي كان يتمنى في تلك اللحظة أن أخرج من منزله بأي شكل، كاد صديقي أن يخرجني مطرودا، كان خائفا ويبتعد عني. لحظة من العمر لا أنساها مهما حييت ….

تحركت من عند صديقي متوجها لعيادة طبيب أمراض صدرية بعد أن ارتفعت بداخلي موجات من القلق والريبة من حدث جلل قادم ، لا يعرف مداه إلا الله ….

الطبيب أكد إصابتي بعد عمل أشعة مقطعية على الصدر ، حاول أن يطمئنني قليلا ولكن تحذيره كان أعنف وأشد، طلب منى إجراء مسحة طبية للتأكد مما يثق هو أنه صحيح، كانت محاولة يائسة ، فكان واثقا من تشخيصه ، مثلما كان خائفا ومرتعدا من أن أنقل إليه العدوى .

كتب لي الطبيب مجموعة من الأدوية وحذرني بألا أقوم بشرائها بنفسي حتى لا أصيب أحدا ، كل ما قاله حرفيا

“بعد إجرائك المسحة أذهب لمنزلك وأغلق غرفتك ولا تتعامل مع أحدا  لمدة 14 يوما  على الأقل، وانتظر نتيجة المسحة، واتبع التعليمات الطبية بحذافيرها وإياك أن تؤذي أحدا باختلاطك به ”

نزلت من عيادة الطبيب مصدوما ، لا أعلم ماذا أفعل ، ومن أين أبدأ؟!!

ومن تلك اللحظة بدأت رحلتي مع العزل المنزلي، أحارب فيها ضيف ثقيل كاد أن يذهب بي إلى العالم الآخر ..

في الحلقة القادمة .. نسرد قصة العزل المنزلي لنأخذ منها العبرة و الخبرة  .

#معاك .. حملة بتروتريد للحد من انتشار فيروس كورونا

تابعنا على جوجل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى