يعود تاريخ استخراج الفحم الحجري أو تعدين الفحم الحجري إلى آلاف السنين ، إذ وثق وجود مناجم قديمة للفحم الحجري في كل من الصين القديمة ، و الإمبراطورية الرومانية ، و اقتصادات تاريخية قديمة أخرى ، و قد أصبح الفحم مهماً في الثورة الصناعية في القرنين التاسع عشر و العشرين ، عندما كان يُستخدم بشكل رئيسي لتغذية محركات البخار بالطاقة ، و لتدفئة المباني و توليد الكهرباء.
و ما زال استخراج الفحم و خاصة الحجري كنشاط اقتصادي مهم حتى اليوم ، و لكنه بدأ بالانحدار بسبب المساهمة الكبيرة للفحم الحجري في الاحتباس الحراري العالمي و المشاكل البيئية ، ما أدى إلى انخفاض الطلب ، غير أنه في بعض البقع الجغرافية تم الوصول إلى ذروة استهلاك الفحم.
الفحم الحجري أحد المصادر المهمة لتوليد الكهرباء
بالمقارنة مع الوقود الخشبي ، فإن الفحم يعطي كميات أكبر من الطاقة لواحدة الكتلة ، و يمكن عادةً الحصول عليه في مناطق لا يتوافر الخشب فيها بشكل جاهز ، و برغم استخدام الفحم تاريخياً كوقود منزلي ، فإنه يستخدم اليوم في الصناعة بشكل رئيسي ، و خاصة في الصهر و إنتاج السبائك المعدنية ، بالإضافة إلى توليد الكهرباء ، و قد تطور استخراج الفحم على نطاق واسع في الثورة الصناعية ، و وفر الفحم المصدر الرئيسي للطاقة الأساسية للصناعة و النقل في المناطق الصناعية من القرن الثامن عشر حتى خمسينيات القرن العشرين.
و ما يزال الفحم مصدراً مهماً للطاقة و يستخرج الفحم أيضاً اليوم على نطاق واسع بطرق الحفرة المفتوحة أينما وجدت طبقات الصخور الفحمية على السطح أو كانت قريبةً نسبياً منه ، و قد طورت بريطانيا التقنيات الرئيسية لاستخراج الفحم الباطني من أواخر القرن الثامن عشر و ما بعد ، مع مزيد من التقدُّم بسبب التطورات التي جرت في القرنين التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، و لكن ظل النفط و الغاز يستخدمان بازدياد كبدائل من ستينيات القرن التاسع عشر و حتى اليوم .
و بحلول أواخر القرن العشرين استخدم إلى حد كبير ، النفط و الغاز الطبيعي أو الكهرباء المنتجة من النفط و الغاز أو الطاقة النووية أو مصادر الطاقة المتجددة عوضاً عن الفحم الحجري في الاستخدامات المنزلية بالإضافة إلى النقل و الاستخدامات الصناعية، و بحلول عام 2010 ، كان الفحم الحجري ينتج أكثر من ربع الطاقة في العالم.
و منذ عام 1970، تزايد الاهتمام بالقضايا البيئية بالتدريج ، بما فيها صحة عمال المناجم ، و دمار المناطق الطبيعية بسبب المناجم السطحية ، و إزالة رؤوس الجبال ، و تلوث الهواء ، و مساهمة حرق الفحم في الاحتباس الحراري.