ثقافة بترولية

تعرَّف على ” حقل السفانية “ أكبر حقل نفط بحري في العالم

يقع حقل السفانية في مياه الخليج العربي على بُعد نحو 265 كيلومترا شمال مقرات شركة “ أرامكو ” في الظهران ، و يصل إنتاجه إلى أكثر من 1.2 مليون برميل في اليوم، و هو أكبر حقل نفطي مغمور تحت الماء في العالم، تصل مساحته إلى 50 كيلو متراً طولا و 15 كيلو متراً عرضا ، و قد تم اكتشاف الحقل في عام 1951 ، و تملكه أرامكو السعودية ، و يعود سبب تسميته بهذا الاسم نسبةً إلى اسم مدينة السفانية المُطِلَّة على الخليج العربي و الذي يقع بالقرب منها الحقل .

تاريخ حقل السفانية

بدأت أعمال التنقيب عن حقل السفانية في عام 1939م، بواسطة الجيوفيزيائي في شركة النفط العربية الأمريكية أرامكو دكتور ” كير ” ، عندما كتب إلى جانبه و على خريطة المنطقة « منطقة مرتفعة محتملة في المياه المغمورة »، و كانت المنطقة المرتفعة فعلاً تُمثِّل مكمن زيت على عمق آلاف الأقدام في باطن الأرض ، و في الواقع، أصبحت هذه المنطقة لاحقاً أكبر مكمن زيت يتم اكتشافه على الإطلاق في المنطقة المغمورة.

و بعد الحرب العالمية الثانية ، عقب سهولة حفر آبار الزيت في السعودية، ازدهر إنتاج الزيت، و لكن الحفر في المنطقة المغمورة، بخلاف الحفر على اليابسة، شكل مجموعة من التحديات المختلفة جداً ، و كان حفر آبار الزيت في المناطق المغمورة في العقد الرابع من القرن العشرين تطوراً حديثاً نوعا ما، و على المستوى الدولي بدأت أول منصة بحرية في العالم العمل في عام 1938 في الولايات المتحدة ، و لكن لا تزال التكنولوجيا حديثة جداً إضافة إلى أمواج الخليج العالية التي شكلت خطورة على أعمال التنقيب .

و في عام 1949 أطلقت إحدى فرق التنقيب برنامجاً رائداً لتسجيل الاهتزازات على سواحل المملكة  و في مياهها الإقليمية، ليسهل أعمال التنقيب و يواصلوا الحفر خلال العامين التاليين و في 15 أغسطس 1951 حصلت السفانية على تدفق للنفط من جهاز حفر تابع لأرامكو بكميات تجارية  و لكن كانت هناك شكوك حول جودة الزيت المنتج  و كان ما يميز حقل السفانية أن إنتاج النفط في الحقل كان من منطقة البحرين الجيولوجية الأكثر ضحالة.

و كشفت أرامكو في تقرير مراجعتها السنوية للأعمال لعام 1954، عن قيامها بإنشاء المرافق لبدء الإنتاج من حقل السفانية في عام 1957 و بدأ الإنتاج من الحقل حسب الجدول المُقرر في منتصف أبريل 1957، و قد شكل الزيت في ذلك العام 22 في المائة من الاستهلاك الإجمالي للطاقة في أوروبا الغربية، أي ما يصل إلى أكثر من 2.5 مليون برميل في اليوم .

تابعنا على جوجل

فريد عبد الوارث

أديب وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى