ثقافة بترولية

“ثقافة بترولية” : هل ينجح استخدام الوقود الحيوي المُتقدِّم في تشغيل النَّاقلات البحرية العملاقة ؟

تجربة الوقود الحيوي المُتقدِّم على إحدى السفن العملاقة

جذب الوقود الحيوي المُتقدِّم الأنظار خلال الشهور القليلة الماضية حين أجرت شركتا الموارد العالمية بي إتش بي و الشحن الألمانية أولدندوروف كاريز ونظيرتهما “غودفيولز ” أوَّل تجربة لتزويد سفينة عابرة للمحيطات بالوقود الحيوي البحري بدعم من هيئة الملاحة البحرية و الموانئ في”سنغافورة ” .

و شملت التجربة تقييم الأداء التشغيلي للمُحرِّك و السفينة أثناء التجربة إضافةً إلى فهم سلوك الوقود ( الانبعاثات الصادرة ) و استكشاف المزايا الفنية و التجارية و تحدياوت الوقود الحيوي بوصفه “وقوداً بحرياً ” بحسب بيان مشترك صدر عن هيئة الملاحة البحرية و الموانئ .

تجربة الوقود الحيوي المُتقدِّم المخلوط بالوقود الأحفوري التقليدي

و لمعرفة مدى نجاح استخدام الوقود الحيوي و تأثيراته البيئية في مجال خفض الانبعاثات فقد زودت ناقلة البضائع السائبة الجافة “كيرا أولدندورف ” التي يبلغ وزنها ( 81,290 ) طناً بالوقود الحيوي المتوافق مع البنية التحتية النفطية و المخلوط بالوقود الأحفوري التقليدي .

و يُقلل الوقود الحيوي المُقدَّم من شركة “غودفيولز ” انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80 إلى 90 % من العوادم مُقارنة بزيت الوقود الثقيل و زيت الوقود مُنخفض الكبريت و يستخدم النفايات المُستدامة و تيارات المُخلَّفات بوصفها مواد وسيطة ، وتعتبر “غودفيولز ” الشركة الرائدة عالمياً في ذلك المجال .

“داكناشامورثي غاناسين ” : نُرحِّب بالمُهتمين بـ الوقود الحيوي المُتقدِّم و نلتزم بالإستدامة البيئية لصناعة الشحن

و أكَّد “داكناشامورثي غاناسين ” مدير العمليات و الخدمات البحرية في هيئة الملاحة البحرية و الموانئ أن سنغافورة تلتزم بقواعد الاستدامة البيئية العالمية لصناعة الشحن و أضاف “غاناسين ” : نُرحِّب بكافة الأطراف المُهتمة للتعاون في بحث و تطوير و تجربة الوقود البحري النظيف في الحد من تأثير الشحن على البيئة .

و أضافت “إيزابيل ويلتن ” الرئيسة التجارية في ” غودفيولز ” : نحن متحمسون جداً لتوسعنا الأوَّل في سنغافورة و السوق الآسيوية ، و أكَّدت “ويلتن ” أن هذه التجربة تُمثل بداية عملية الشركة لتسهيل الإمداد الهيكلي للوقود الحيوي البحري المُستدام بطريقة تجارية و تشغيلية و مجدية تقنياً .

و تُعد تجربة الوقود الحيوي المُتقدِّم خطوة مُهمة في تمكين بي إتش بي من إنشاء مسارات لتحقيق أحد أهداف النطاق الثلاثة الخاصة بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري لعام 2030 لدعم 40% من الحد من كثافة الانبعاثات لشحن المُنتجات المُستأجرة .

كما تأتي تجربة استخدامه في تشغيل السفن العملاقة عابرة المحيطات كأحد الحلول المبتكرة لتطبيق الاستراتيجية العالمية التي تهدف إلى الوصول للحياد العالمي الكربوني و تحقيق صفر انبعاثات بحلول عام 2050 ، فهل ستنجح تلك الخطوة في إحلال الوقود الحيوي محل الوقود الأحفوري التقليدي ؟

تابعنا على جوجل

فريد عبد الوارث

أديب وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى