يُعرف الانتقال إلى الطاقة النظيفة أو التحول الطاقي ، بأنه الابتعاد بإنتاج الطاقة عن المصادر التي تُطلق الكثير من غازات الاحتباس الحراري ، مثل الوقود الأحفوري ، و الاستعاضة عن ذلك بالتحوُّل إلى تلك التي تُطلق القليل من غازات الدفيئة أو التي لا تُطلقها إطلاقاً ، مثل طاقة الرياح و الطاقة الشمسية و القوى النووية و الطاقة المائية ، و كلها تُعد مصادر الطاقة النظيفة التي لا تُلوِّث البيئة .
و قد جرى الاتفاق عالمياً على مسار الانتقال إلى الطاقة النظيفة على صعيد العالم في اتفاق باريس ، الذي وقَّعته 180 دولة حول العالم ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ ، و يهدف الاتفاق إلى الحد من الزيادة في متوسط درجات الحرارة العالمية إلى أقلّ من درجتين مئويتين مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعة من خلال تشجيع استخدام مصادر الطاقة المنخفضة الكربون لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أو ما يسمى بالغازات ” الدفيئة ” .
التحوُّل الطَّاقي أولوية عالمية
بحسب الوكالة الدولية للطاقة ، يجب توليد ما يقارب 80% من الكهرباء ، من مصادر منخفضة الكربون ، بحلول عام 2050 ، و ذلك لتحقيق الأهداف المناخية ، بدلاً من توليد ثلثي الكهرباء حالياً من مصادر الوقود الأحفوري ، و هو ما يزيد من الانبعاثات الضارة بيئياً .
و الغازات الدفيئة هي غازات في الغلاف الجوي للأرض تحبس الحرارة و تُطلقها ، و تشمل هذه الغازات ثاني أكسيد الكربون و الميثان و بخار الماء و أكسيد النيتروز و الأوزون ، و هذه الغازات تمتص الحرارة و تُشعِّها مرة أخرى نحو الأرض ، مما يؤدي إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب ، و ما يتبعه من أضرار شديدة على النباتات و الحيوانات و من ثم الإنسان .
حيث يتسبب الاحترار العالمي في تغيُّرات بيئية ، مثل أنماط الطقس الأشد قسوة ، و عدم انتظام هطول الأمطار و الجفاف و التغيُّرات الموسمية غير المتوقعة ، و هو ما يُعرف باسم تغيُّر المناخ ، مما يجعل التحول الطاقي ضرورة مُلحَّة و هامة .
و مع تسارُع الاحترار العالمي في الوقت الراهن ، مِن المتوقع أن يُصبح تغيُّر المناخ و آثاره أكثر تطرفاً و أن تتفاقم صعوبة العيش على كوكب الأرض مستقبلاً مما يُشكِّل خطورةً كبيرةً على الأجيال القادمة .
