ثقافة بترولية

ثقافة بترولية : تعرَّف على الأثر البيئي للنفط و مُشتقاته

الأثر البيئي لتسرُّب النفط في البحار كارثياً

تُعاني المُجتمعات من الأثر البيئي للنفط و مُشتقاته حيث يُؤدي تعرًُض النُظم البيئية لمُكونات البترول الخام و مُشتقاته إلى تلوثها خاصة أن الهيدروكربونات غير قابلة للامتزاج مع الماء .

و مُعظم الآثار السلبية التي تسببها مُشتقات النفط على البيئة هي بشرية المنشأ  إلا أنه تُوجد بعض الحالات النادرة التي تُؤدي إلى وصول النفط إلى الأوساط البيئية بوسائل طبيعية كالذي يحدث عند ارتشاح النفط إلى سطح الأرض أو تشكل حفر القطران الطبيعية لكنها ذات نطاق ضيق و نادرة الحدوث .

تأثير تعرض البيئة للنفط و مُشتقاته و الأثر البيئي على الطبيعة

تشمل الآثار السلبية للنفط و مُشتقاته على البيئة ما يُسمى تحمض المحيطات و الاحترار العالمي بالإضافة إلى التسربات النفطية  كما أن عملية استخراج النفط يرافقها استخدام مواد كيميائية خاصة قد تكون مُلوثة و خاصةً في المنصات البحرية .

و عند حدوث التسرًب النفطي على اليابسة يكون تأثيره خطيراً إلا أنه قابل للإحتواء بشكل أسهل نسبياً من حدوثه في المسطحات المائية في حين أن لحوادث التسرب من ناقلات النفط آثار كارثية على النظام البيئي البحري .

الأثر البيئي لتسرُّب النفط في البحار كارثياً

و يؤدي التسرّب النفطي في المياه إلى القضاء على الحياة البرية في المنطقة المنكوبة حيث يتعدى أثره إلى جميع الكائنات البحرية من طيور و أسماك و ثدييات و طحالب و قشريات كما حدث في عدة من أماكن حول العالم .

و تتراوح كمية النفط المُتسرب حسب حجم الكارثة من بعض مئات الأطنان إلى عدة مئات الآلاف من الأطنان مثلما كان الحال في حادثة غرق الناقلة “أموكوكاديس ” في المحيط الأطلسي عام 1978 أو غرق الناقلة ” أتلانتيك إمبرس ” بالقرب من الكاريبي عام 1979 .

ارتفاع نسبة ثنائي أكسيد الكربون أخطر مظاهر الأثر البيئي للنفط و مُشتقاته

تُعطي المشتقات النفطية على اختلافها غاز ثنائي أكسيد الكربون “CO2 ” عند احتراقها و الذي ارتفعت نسبته في الغلاف الجوي خلال العقود الأخيرة بشكل مُتصاعد  و يُعد ذلك الغاز من الغازات “الدفيئة ” و تـؤدي زيادة نسبته في الغلاف الجوي إلى الاحتباس الحراري .

و تعود مُعظم انبعاثات غاز ثنائي الكربون إلى عملية حرق الوقود الأحفوري في النشاطات البشرية المُختلفة ، كما تحدث ظاهرة تحمُّض المحيطات و هي ازدياد حموضتها بسبب امتصاص الغاز من الغلاف الجوي .

جدير بالذكر أن نسبة غاز ثنائي الكربون في الغُلاف الجوي تزيد كأحد مظاهر الأثر البيئي للنفط و مُشتقاته و تبلغ نسبة الغاز في الغلاف الجوي حالياً حوالي 400 مليون جزء في المليون و قد كانت مُستوياته ما بين 180 إلى 300 جزء في المليون في مُختلف الحقبات الزمنية السابقة .

كما أن درجة حرارة الأرض في ارتفاع مُستمر مما له كبير الأثر على الغطاء الجليدي في المناطق القُطبية حيث أنها في انحسار مُستمر لذوبانها .

تابعنا على جوجل

فريد عبد الوارث

أديب وكاتب صحفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى